النموذج الماليزي

النموذج الماليزي
في إطار السباق الحضاري العالمي يتصدر الغرب التأثير والسيطرة على مراكز التقدم بحيث تحول العالم إلى سوق لمنتجاته وخدماته التي يبتكرها لتلائم متطلبات الإنسان المعاصر..في مجالات التقدم المتنوعة في الحياة تبقى النماذج الغربية حاضرة ومؤثرة بحيث لم يعد للعالم إلا الإلتفاف على المركز الذي يفكر ويبدع ويخترع وينتج ويبيع ويستولي على الإعجاب والتميز ..وفي خضم السيطرة التقنية قدمت دول كثيرة محاولات إيجابية قفزت بها وفي سنين معدودة إلى مصاف الدول المتقدمة تطل برأسها على عالم غربي بإمتياز لتنزع منه الإعجاب وتطرح نفسها كمنافس حقيقي في مجالات غاب عنها العالم قرون طويلة ..
ماليزيا الدولة التي تشكل الثقافة الإسلامية مورداًَ أساسياً في تشكيل عقول أبناءها مسلمون وغير مسلمين تعد أحد أبرز الدول التي صنعت نموذجها المتميز متجاوزة كل إعتبارات التفوق وقاطعة مسافة المنافسة بتحدي علمي نهضوي حضاري تفوق على حسابات الوقت لتصبح دولة قائدة في مجالات الصناعة والتقدم ولتضع لنفسها حلماً جديداً تحاول من خلاله المنافسة على مقاعد الصناعة الأولى
التنين الآسيوي وخلال أقل من ثلاثة عقود تحول من بلد زراعي فقير إلى نموذج دولة مصنعة
ورغم التميز الذي تحمله التجربة الماليزية فإنها مازالت تحمل قيمها الإسلامية وأخلاقياتها الأصيلة لتجمع بين المعاصرة العلمية والأصالة الأخلاقية
فكيف إستطاع هذا النموذج الماليزي إقتحام عالم المنافسة الصناعية ؟
ما هي عوامل قوته وكيف برز؟
الإقتداء بالنموذج الياباني كان حافزاً للإفادة منه والإنطلاق من خلال مورثوها وإمكاناتها الذاتية

فلماذا تبدع دولنا في استيراد قوانين الإحتراف وآليات تطوير الرياضة (على سبيل المثال) في حين تعجز عن التفاعل مع أنظمة وقوانين نهضوية تجارب كالتي تحملها ماليزيا اقتداءً واستمراراً للنجاح ؟

هل للإرادة السياسية وتفعيل المجتمع المدني دور في بناء خطط طموحة وتحقيق إنجازات جديدة؟
وماذا عن دور القيادات الشرعية والفكرية في تأصيل ثقافة الإنتاج والتصنيع في المجتمعات المسلمة ؟

كيف تفاعل الشعب الماليزي بكل أطيافه مع متطلبات المنافسة؟
لماذا نجحت ماليزيا وفشلت كل الدول العربية والإسلامية في الإقتداء بها صناعياً؟
مهاتير محمد ..هل يصنع رجل واحد انجازاً بحجم ماليزيا أم إدارة التغيير ثقافة ينبغي للشعوب الالتفاف حولها ؟
ماذا ينقصنا لكي نصبح دولاً صناعية ؟
النموذج الماليزي موضوع الحلقة القادمة من برنامج أول اثنين والذي يأتيكم على الهواء مباشرة عبر قناة المجد الفضائية فشكلوا من خلال أفكاركم واستفهاماتكم محاور الحلقة القادمة من أجل قراءة جادة وممتعة لماليزيا التجربة الصناعية المسلمة ..نموذجاً يمكن لإرادة الدول الإسلامية الأخرى أن تسافر معها إلى حيث وصلت.
__________________
الوعيُ بأهمية التربية لا يكفي، فلا بد أن يكون هناك قدرةٌ على ممارسة التربية بطريقة صحيحة.! د. محمد الدويش .

شكرا للابن مروان على هذا الموضوع الذي اعتبره مساهمة جديدة مجددة