المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 54 بتاريخ الإثنين 16 أبريل 2012 - 21:16
سؤإل عن جليبيب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ما هو اسم الصحابية زوجة جليبيب رضي الله عنه
سؤإل عن جليبيب
ما هو اسم الصحابية زوجة جليبيب رضي الله عنه
Mostapha-
العمر : 35
نقاط : 3
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/12/2010
رد: سؤإل عن جليبيب
عروس من الأنصار
استدعى النبي الكريم أحد الأنصار، وهو يعلم أن له ابنة في سن الزواج.
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم للأنصاري: زوِّجْني ابنَتَك.
طار الرجل فرحاً وهو يسمع هذا الأمر الحبيب، وما كان يحلم أن يطلب محمد رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ، ابنته لتغدو أمّاً للمؤمنين، وقرينة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
لم يتردد الأنصاري لحظة بالموافقة وصاح: حباً وكرامةً بك يامحمد! نِعمَ الزوج أنت، وألف ألف مرحباً بك يا رسول اللّه!.
ولكني لست أريدها لنفسي. قال النبي الكريم.
قال الأنصاري: فلِمَنْ، إذن، تطلبها، يا رسول اللّه؟
قال النبي: أطلُبُها لجُلَيْبِيب.
ران على الأنصاري صمت، وامتقع وجهه، وانعقد لسانه، وبدا عليه الاضطراب.. وشعر كأن الأرض تدور به، وأحس أنه وقع بين تيارين عظيمين.. تيار إلهي، سماوي.. موجبٍ للطاعة والرضى، وفيه طاعة للّه ولرسوله وفيه امتثال لأوامر الشريعة الغراء.. وتيارٍ أرضيٍّ، بشريٍّ، موجب للرفض وردِّ الطلب. فجليبيب هذا معروف، ومعروفة قزامتُه، ودمامته، وفقره المدقع، وواحدة من هذه الصفات تكفي لرده ورفض الطلب.
ورد الرجل على النبي الكريم بكلمات خافتات:
إذن، أنْظِرْني حتى أستأمِرَ أمَّها، وأشاورها في الأمر.
وفي هذا الجواب معالمُ من أدب رفيع.. يقف في طليعتها حسن إجابة النبي صلى اللّه عليه وسلم، وعدم مواجهته بالرفض المباشر.
كذلك نجد في هذا الجواب ذاتِه السلوك العمليَّ الذي راح يظهر في الأسرة المسلمة.. فقد غدا الرجل يشاور أهله في الأمور المصيرية، ويستطلع رأيهم ويناقشهم في الأمر، ويحاول أن يصل معهم إلى خير قرار.
لقد كان الرجال قبل حينٍ من الزمن هم المسيطرون على ساحة الرأي والقرار.. ولم تكن المرأة، أياً كانت صفتها في المنزل: زوجة، أماً، أختاً، بنتاً، بالتي يؤخذ رأيها، أو تُشاور.
أضف إلى ذلك كله: بروز مسؤولية الراعي عن رعيته. فمحمد صلى اللّه عليه وسلم هو سيد المجتمع، وراعي المسلمين جميعاً، ولقد قام بمسؤوليته خير قيام، فعدا عن حمله رسالة اللّه عز وجل وتبليغها إلى الناس، فهو يتفقد أمورهم، ويرعى مصالحهم بالحب والحنان وحسن السياسة والإدارة.
عرف أن في المجتمع رجلاً ضعيفاً، اسمه جليبيب، عَزَباً، كما عرف أن عند أحد أصحابه بنتاً لم تتزوج، فجليبيب بحاجة إلى زوجة، والبنت بحاجة إلى زوج، فجمع بينهما بالحلال، وكان هو الخاطب، والولي، والطالب.
ولعمري، لو كان الرعاة يتفقدون، حقاً، رعاياهم، إذن لَعَسُر عليك أن ترى في المجتمع ظالمُا ومظلوماً وجباراً ومكسور الجناح.. ولكن.. هيهات.. ليت الأماني بالتمني.
وجاء الأب إلى زوجته، وقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب ابنتك.
لم يكد يكمل الزوج عبارته حتى رفعت عقيرتها قائلة، والفرح يغمرها: حباً وكرامة، وحيَّهلاً برسول اللّه، ويا بُشرى لابنتنا، ويا لَسعادتها أماً للمؤمنين.
واستوقفها زوجها عن متابعة الترحيب، وإظهار الفرح، والحلم، وقال بصوت خفيض: إنه يخطبها لجليبيب.
وحملقت الأم، وفغرت فاها، وأحست كأن الدنيا تدور بها، أو شعرت كأنها تهوي من حالق.. وامتقع لونها.. وران عليها صمت كالقبور.
كانت تحلم لابنتها بزوج ملء العين والقلب. كانت تتمناه - كما تتمنى كل أم لابنتها - رجلاً، فحلاً، شجاعاً، قوياً، كريماً، غنياً، مؤمناً، لا تشوبه شائبة، ولا مجال فيه لمطعن.
ماذا قلت يا رجل؟ ولمن الخطبة؟
سألت الزوجة لتتأكد أن ما سمعت أذناها ليس فيه خطأ.
قال الزوج: لجليبيب.. يا امرأة!
ردت الزوجة بأعلى صوتها وبكل غضب: حلقى.. حلقى...
كانت هذه أول كلمة نطقت بها. وكأنها تعني بلغتنا المعاصرة: احلِقْ له، احلق له.. بمعنى: اطرُده، ورُدَّه، وابعِدْهُ عنا وعن حياضنا.
ثم أضافت كلمة أخرى أقسى. رددتها مرتين: إينه.. إينه؟ وهي تعني إضافة إلى الاستغراب والتعجب، أنى له أن يصل إلى مستوانا؟ وإن بيننا وبينه بوناً شاسعاً، وفرقاً كبيراً... ثم أقسمت قائلة: لا، لَعَمْرُ اللّه، لا أزوج جليبيباً.. حلقى.. حلقى...
فتاة صالحة
وهم الأب أن يخرج لرد الجواب للنبي صلى اللّه عليه وسلم.. وما كاد يصل عتبة الدار حتى أطلت البنت من خدرها، وسألت: ما الخبر؟ ومن خطبني إليكم؟ ولمن؟
شرحت الأم لابنتها كل شيء، ولم تُخْفِ عنها صغيرة ولا كبيرة.
قالت البنت مستغربة: أتردون خطبة رسول اللّه؟
وكأنها أحست في أعماقها أن زواجاً يكون النبي أحد أطرافه هو زواج ميمون. واعتقدت في ضميرها أن البركة والسعادة في مداخلة النبي، وأن خيري الدنيا والآخرة في تحقيق هذا الزواج.
لا، يا أماه!.
إن طلب النبي صلى اللّه عليه وسلم أمْرٌ، وطاعته طاعة اللّه، وفي رضى النبي رضى اللّه تعالى. وقرأت الآية القرآنية: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّهُ ورسولُه أمراً أن يكون لهُمُ الخيَرَةُ من أمرهم، ومَن يعْص اللّهَ ورسولَه فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً} "الأحزاب: 36".
أبتاه! أجب النبي الكريم بالموافقة.. قل له.. حباً وكرامة، بمن شاء، ولمن شاء، وكيف شاء.
أبتاه! محمد صلى اللّه عليه وسلم أولى بنا من أنفسنا.
أبتاه! لا تتحدث عن مهر، ولا عن صداق، ولا تشترط شيئاًإلا رضاه عنا.
أبتاه!إن الإسلام أعطاني الحق بأن أقول: (لا) وأن أقول: (نعم). وحررني من قيود الجاهلية، وجعلني معكم من الذين يستمعون الحق فيتبعون أحسنه.
وسامحيني، يا أماه! على هذه المخالفة، فلست أقصد عقوقاً، وإنما أنفذ ما ملأتم به فؤادي من تعاليم الدين الحنيف.
أماه!أرضي عني، ففي رضاكِ رضى ربي، وفي طاعتي لكِ طاعة اللّه. ما أردت إلا ما أراد محمد صلى اللّه عليه وسلم، وما قبلت لنفسي إلا ما قبله لي محمد صلى اللّه عليه وسلم.
وعاد الأب إلى النبي الكريم، وشرح له الموقف تفصيلاً، وأعلن موافقة الأسرة كلها، ورضاها بما رضي رسول اللّه لها.
ورفع النبي الكريم يديه إلى السماء ودعا للفتاة: اللهم صُبَّ عليها الخير صباً، ولا تجعل عيشها كَدّاً كدّاً.
وتقول الأخبار: إنه لم يكن في الأنصار أيِّم أنفقُ منها. كانت تنفق ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً.
وإثر غزوة غزاها المسلمون، ونصرهم اللّه فيها، راحوا يتفقدون شهداءهم، ويضمدون جراحهم، فسألهم النبي الكريم: مَن تفقدون؟ قالوا: نفقد فلاناً وفلاناً، وأعاد السؤال ثانية، ومَن تفقدون، فذكروا له أسماء أخرى، ثم سأل مرة أخرى ومَن تفقدون؟ قال الصحابة: لا نفقد أحداً.
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ولكني أفقد جليبيباً.
وبحثوا عنه، فوجدوه بين سبعة من قتلى المشركين، وتبينوا أن جليبيباً قتل السبعة جميعاً، وقتلوه، فخروا جميعاً صرعى.
وجاؤوا النبي صلى اللّه عليه وسلم وأخبروه.
أمرهم أن يحفروا له لحداً. ومال على جليبيب فحمله بين ذراعيه، وما كان له سرير نعش إلا ذراعا رسول اللّه وقال:
هذا مني، وأنا منه.
هذا مني، وأنا منه.
هذا مني، وأنا منه.
ووضعه بيديه في لحده.. لم يغسله.. لم يصل عليه.. تكريماً لرفعة شهادته.. شأنه شأن الشهداء في سبيل اللّه.
قال صاحبي- وهو يسمع هذه القصة ويشرق بالدمع: -
ليتني مكانك يا جليبيب!
ليتني مكانك يا حبيب الحبيب
والله المستعان
استدعى النبي الكريم أحد الأنصار، وهو يعلم أن له ابنة في سن الزواج.
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم للأنصاري: زوِّجْني ابنَتَك.
طار الرجل فرحاً وهو يسمع هذا الأمر الحبيب، وما كان يحلم أن يطلب محمد رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ، ابنته لتغدو أمّاً للمؤمنين، وقرينة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
لم يتردد الأنصاري لحظة بالموافقة وصاح: حباً وكرامةً بك يامحمد! نِعمَ الزوج أنت، وألف ألف مرحباً بك يا رسول اللّه!.
ولكني لست أريدها لنفسي. قال النبي الكريم.
قال الأنصاري: فلِمَنْ، إذن، تطلبها، يا رسول اللّه؟
قال النبي: أطلُبُها لجُلَيْبِيب.
ران على الأنصاري صمت، وامتقع وجهه، وانعقد لسانه، وبدا عليه الاضطراب.. وشعر كأن الأرض تدور به، وأحس أنه وقع بين تيارين عظيمين.. تيار إلهي، سماوي.. موجبٍ للطاعة والرضى، وفيه طاعة للّه ولرسوله وفيه امتثال لأوامر الشريعة الغراء.. وتيارٍ أرضيٍّ، بشريٍّ، موجب للرفض وردِّ الطلب. فجليبيب هذا معروف، ومعروفة قزامتُه، ودمامته، وفقره المدقع، وواحدة من هذه الصفات تكفي لرده ورفض الطلب.
ورد الرجل على النبي الكريم بكلمات خافتات:
إذن، أنْظِرْني حتى أستأمِرَ أمَّها، وأشاورها في الأمر.
وفي هذا الجواب معالمُ من أدب رفيع.. يقف في طليعتها حسن إجابة النبي صلى اللّه عليه وسلم، وعدم مواجهته بالرفض المباشر.
كذلك نجد في هذا الجواب ذاتِه السلوك العمليَّ الذي راح يظهر في الأسرة المسلمة.. فقد غدا الرجل يشاور أهله في الأمور المصيرية، ويستطلع رأيهم ويناقشهم في الأمر، ويحاول أن يصل معهم إلى خير قرار.
لقد كان الرجال قبل حينٍ من الزمن هم المسيطرون على ساحة الرأي والقرار.. ولم تكن المرأة، أياً كانت صفتها في المنزل: زوجة، أماً، أختاً، بنتاً، بالتي يؤخذ رأيها، أو تُشاور.
أضف إلى ذلك كله: بروز مسؤولية الراعي عن رعيته. فمحمد صلى اللّه عليه وسلم هو سيد المجتمع، وراعي المسلمين جميعاً، ولقد قام بمسؤوليته خير قيام، فعدا عن حمله رسالة اللّه عز وجل وتبليغها إلى الناس، فهو يتفقد أمورهم، ويرعى مصالحهم بالحب والحنان وحسن السياسة والإدارة.
عرف أن في المجتمع رجلاً ضعيفاً، اسمه جليبيب، عَزَباً، كما عرف أن عند أحد أصحابه بنتاً لم تتزوج، فجليبيب بحاجة إلى زوجة، والبنت بحاجة إلى زوج، فجمع بينهما بالحلال، وكان هو الخاطب، والولي، والطالب.
ولعمري، لو كان الرعاة يتفقدون، حقاً، رعاياهم، إذن لَعَسُر عليك أن ترى في المجتمع ظالمُا ومظلوماً وجباراً ومكسور الجناح.. ولكن.. هيهات.. ليت الأماني بالتمني.
وجاء الأب إلى زوجته، وقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب ابنتك.
لم يكد يكمل الزوج عبارته حتى رفعت عقيرتها قائلة، والفرح يغمرها: حباً وكرامة، وحيَّهلاً برسول اللّه، ويا بُشرى لابنتنا، ويا لَسعادتها أماً للمؤمنين.
واستوقفها زوجها عن متابعة الترحيب، وإظهار الفرح، والحلم، وقال بصوت خفيض: إنه يخطبها لجليبيب.
وحملقت الأم، وفغرت فاها، وأحست كأن الدنيا تدور بها، أو شعرت كأنها تهوي من حالق.. وامتقع لونها.. وران عليها صمت كالقبور.
كانت تحلم لابنتها بزوج ملء العين والقلب. كانت تتمناه - كما تتمنى كل أم لابنتها - رجلاً، فحلاً، شجاعاً، قوياً، كريماً، غنياً، مؤمناً، لا تشوبه شائبة، ولا مجال فيه لمطعن.
ماذا قلت يا رجل؟ ولمن الخطبة؟
سألت الزوجة لتتأكد أن ما سمعت أذناها ليس فيه خطأ.
قال الزوج: لجليبيب.. يا امرأة!
ردت الزوجة بأعلى صوتها وبكل غضب: حلقى.. حلقى...
كانت هذه أول كلمة نطقت بها. وكأنها تعني بلغتنا المعاصرة: احلِقْ له، احلق له.. بمعنى: اطرُده، ورُدَّه، وابعِدْهُ عنا وعن حياضنا.
ثم أضافت كلمة أخرى أقسى. رددتها مرتين: إينه.. إينه؟ وهي تعني إضافة إلى الاستغراب والتعجب، أنى له أن يصل إلى مستوانا؟ وإن بيننا وبينه بوناً شاسعاً، وفرقاً كبيراً... ثم أقسمت قائلة: لا، لَعَمْرُ اللّه، لا أزوج جليبيباً.. حلقى.. حلقى...
فتاة صالحة
وهم الأب أن يخرج لرد الجواب للنبي صلى اللّه عليه وسلم.. وما كاد يصل عتبة الدار حتى أطلت البنت من خدرها، وسألت: ما الخبر؟ ومن خطبني إليكم؟ ولمن؟
شرحت الأم لابنتها كل شيء، ولم تُخْفِ عنها صغيرة ولا كبيرة.
قالت البنت مستغربة: أتردون خطبة رسول اللّه؟
وكأنها أحست في أعماقها أن زواجاً يكون النبي أحد أطرافه هو زواج ميمون. واعتقدت في ضميرها أن البركة والسعادة في مداخلة النبي، وأن خيري الدنيا والآخرة في تحقيق هذا الزواج.
لا، يا أماه!.
إن طلب النبي صلى اللّه عليه وسلم أمْرٌ، وطاعته طاعة اللّه، وفي رضى النبي رضى اللّه تعالى. وقرأت الآية القرآنية: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّهُ ورسولُه أمراً أن يكون لهُمُ الخيَرَةُ من أمرهم، ومَن يعْص اللّهَ ورسولَه فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً} "الأحزاب: 36".
أبتاه! أجب النبي الكريم بالموافقة.. قل له.. حباً وكرامة، بمن شاء، ولمن شاء، وكيف شاء.
أبتاه! محمد صلى اللّه عليه وسلم أولى بنا من أنفسنا.
أبتاه! لا تتحدث عن مهر، ولا عن صداق، ولا تشترط شيئاًإلا رضاه عنا.
أبتاه!إن الإسلام أعطاني الحق بأن أقول: (لا) وأن أقول: (نعم). وحررني من قيود الجاهلية، وجعلني معكم من الذين يستمعون الحق فيتبعون أحسنه.
وسامحيني، يا أماه! على هذه المخالفة، فلست أقصد عقوقاً، وإنما أنفذ ما ملأتم به فؤادي من تعاليم الدين الحنيف.
أماه!أرضي عني، ففي رضاكِ رضى ربي، وفي طاعتي لكِ طاعة اللّه. ما أردت إلا ما أراد محمد صلى اللّه عليه وسلم، وما قبلت لنفسي إلا ما قبله لي محمد صلى اللّه عليه وسلم.
وعاد الأب إلى النبي الكريم، وشرح له الموقف تفصيلاً، وأعلن موافقة الأسرة كلها، ورضاها بما رضي رسول اللّه لها.
ورفع النبي الكريم يديه إلى السماء ودعا للفتاة: اللهم صُبَّ عليها الخير صباً، ولا تجعل عيشها كَدّاً كدّاً.
وتقول الأخبار: إنه لم يكن في الأنصار أيِّم أنفقُ منها. كانت تنفق ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً.
وإثر غزوة غزاها المسلمون، ونصرهم اللّه فيها، راحوا يتفقدون شهداءهم، ويضمدون جراحهم، فسألهم النبي الكريم: مَن تفقدون؟ قالوا: نفقد فلاناً وفلاناً، وأعاد السؤال ثانية، ومَن تفقدون، فذكروا له أسماء أخرى، ثم سأل مرة أخرى ومَن تفقدون؟ قال الصحابة: لا نفقد أحداً.
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ولكني أفقد جليبيباً.
وبحثوا عنه، فوجدوه بين سبعة من قتلى المشركين، وتبينوا أن جليبيباً قتل السبعة جميعاً، وقتلوه، فخروا جميعاً صرعى.
وجاؤوا النبي صلى اللّه عليه وسلم وأخبروه.
أمرهم أن يحفروا له لحداً. ومال على جليبيب فحمله بين ذراعيه، وما كان له سرير نعش إلا ذراعا رسول اللّه وقال:
هذا مني، وأنا منه.
هذا مني، وأنا منه.
هذا مني، وأنا منه.
ووضعه بيديه في لحده.. لم يغسله.. لم يصل عليه.. تكريماً لرفعة شهادته.. شأنه شأن الشهداء في سبيل اللّه.
قال صاحبي- وهو يسمع هذه القصة ويشرق بالدمع: -
ليتني مكانك يا جليبيب!
ليتني مكانك يا حبيب الحبيب
والله المستعان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى